التغيير هو المفهوم الثابت الوحيد في قطاع مراكز البيانات؛ حيث تؤدي الحاجة الملحة إلى البيانات، وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا إلى تحفيز الطلب على هذه المراكز. وقد ظهر هذا التوجه بصورة أوضح مع انتشار جائحة "كوفيد-19" التي سرّعت من جهود التحول الرقمي الحالية، واعتماد الخدمات القائمة على السحابة، والتكيف مع أنماط العمل والحياة الجديدة، وذلك بصورة تجاوزت تأثيرات الأزمة إلى حدّ بعيد.
ويشير ذلك باختصار إلى أن النمو الرقمي المتزايد وتطوير التقنيات وتقدُّمها سيكون مترافقاً مع تغييرات في استخدام وتوظيف مراكز البيانات.
الاستدامة
تحظى معالجة الاستدامة بأهمية استراتيجية في جميع الأعمال والقطاعات، فهي معيارٌ أساسيٌ لا جدال فيه لنجاح الأعمال؛ حيث تلتزم الشركات حول العالم بالوصول إلى صافي الصفر في انبعاثات الكربون عند تطوير منشآتها ومنتجاتها وخدماتها. ومن الضروري أن يساهم مزوّدو مراكز البيانات بدور أساسي في الحدّ من تأثيرات أعمالهم على البيئة، عبر توسعة استخدامهم لأساليب ضغط وتحسين البيانات وإلغاء البيانات المكررة، وغير ذلك من طرق تعزيز الكفاءة التي ستحدّ بشكل كبير من البصمة الكربونية.
وفي هذا الإطار، تهدف منشآت "خزنة داتا سنتر" إلى تحقيق كفاءة أكبر في استخدام الطاقة، بما يتجاوز أي مركز بيانات نموذجي في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث اعتمدت منشآت "خزنة" على فروقات أعلى في تغيرات درجة الحرارة، وعلى استخدام أنظمة التبريد بالماء مع خيار لتشغيل "التبريد المجاني" عند انخفاض درجات الحرارة الخارجية في الشتاء، بما يحدّ من معيار كفاءة استخدام الطاقة (PUE) إلى 1.48 ويخفض فواتير استخدام الطاقة.
الأتمتة للتخلص من المهام الروتينية
تسارعت الحاجة إلى إنشاء أنظمة أقل اعتماداً على التدخل البشري خلال انتشار الجائحة، وتحوّل مزيد من مراكز البيانات إلى الاعتماد على قدرات المراقبة والخدمات الروتينية عن بعد؛ مثل التحديث والتصحيح، للحدّ من الاتصال القريب مع الآخرين. وأظهرت التقنيات المتطورة؛ مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) أنها طريقة ناجحة لدى مشغلي مراكز البيانات في زيادة وقت التشغيل إلى أقصى حد، وفي تحسين استخدام الطاقة، والاكتشاف السريع للمخاطر المحتملة، والدفاع ضد الهجمات الإلكترونية.
وخلال السنوات القادمة، من المرجح أن يتبع ذلك مزيد من الأتمتة أثناء تطوير مراكز البيانات، بهدف تلبية متطلبات الحوسبة السحابية والتكنولوجيا الناشئة.
إن الهدف الرئيسي الدائم لمشغلي مراكز البيانات هو مراقبة البنية التحتية الحيوية، وفي العصر الجديد لعالم مراكز البيانات، ومع الحاجة إلى تجنّب فترات تعطّل العمل أو الحدّ منها، اتخذت "خزنة" خطوة للأمام، بصفتها مشغلًا رائدًا لمراكز البيانات؛ حيث تعمل على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في مركزنا الجديد للتحكم بالقيادة، والذي سيتم إنشاؤه وفق أحدث طراز، لتسهيل أنشطتنا التشغيلية اليومية ودعمها، والتنبؤ بأعطال البنية التحتية من خلال تحليل جميع السجلات المستخرجة من مراقبة أداء البنية التحتية.
تلبية احتياجات المشاريع الموزعة مع استمرار المرونة في العمل
شهد العالم توجهاً متسارعاً وغير متوقع لتعزيز التحول الرقمي طوال فترة انتشار جائحة "كوفيد-19"؛ حيث تحوّل قادة قطاع تكنولوجيا المعلومات من مواقف ردّ الفعل نحو مبادرات التحول الرقمي الأكثر استباقية واستراتيجية، وإلى تعزيز ثقافة تركز الأولوية على التجربة، واستخدام التكنولوجيا والبيانات لتحقيق مزايا تنافسية. ويتيح الجمع بين الموثوقية في وقت التشغيل والاتصال ووظائف الحوسبة المتطورة إنشاء بنية تحتية متعددة الاستخدامات وقادرة يمكنها تقريباً دعم أي تطبيق للاستخدام عن بُعد، مثل تمكين التفاعل الافتراضي في كلّ شيء، بدءاً من العمل عن بُعد، ومروراً بالتعلم عبر الإنترنت، وصولاً إلى التطبيب والترفيه عن بُعد عند الطلب. وأدى ذلك إلى زيادة الاستعلام عن المساحات والخدمات المتاحة في مراكز البيانات، ومن المتوقع أن يكتسب هذا التوجه مزيداً من الزخم خلال المرحلة القادمة.
حرصت "خزنة داتا سنتر" على دعم الشركات في مواجهة تحديات إدارة القوى العاملة عن بُعد خلال انتشار الجائحة، حيث أصبحت التكنولوجيا عامل تمكين أساسي لبيئة العمل الهجينة أو المختلطة.
تزايد الاهتمام بالحلول المتطورة
تؤدي الحوسبة المتطورة دوراً محورياً في منظومة العمل السحابية الحالية. ومن المهم بالنسبة للمؤسسات توجيه أحمال العمل نحو المواقع المناسبة، بما يتيح جعل تخزين البيانات وإنجاز أعمال الحوسبة أقرب إلى الأجهزة التي تجمع تلك البيانات، بدلاً من الاعتماد على موقع مركزي واحد، مع ضمان الاتصال بالشركاء المناسبين، وتنسيق الأتمتة والتحكم والأمن، للاستفادة من معظم الإمكانيات. ومن الممكن إنجاز معالجة البيانات في الوقت الفعلي بدون تأخير، كما يمكن للمؤسسات تقليل التكلفة عن طريق المعالجة المحلية للبيانات، بدلاً من الاعتماد على موقع مركزي، أو على موقع قائم على السحابة.
في وقتنا الحاضر، تشهد جميع جوانب الحياة استثمارات هائلة في التكنولوجيا ستسهم جميعاً في تعزيز الحوسبة الطرفية بقوة دفع كبيرة. وبالطبع، سيضفي ذلك مزيداً من التنوع على البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات عند الأطراف، إلى جانب الهيكليات الطرفية الناشئة ونماذج البنية التحتية؛ حيث أصبحت الحوسبة الطرفية هي السبيل الوحيد أمام المؤسسات لمواكبة الانتشار الهائل للبيانات من حولنا.