89% من قادة الأعمال يعتقدون أن التحوّل الرقمي سيكون أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الأعمال، بما يستدعي إعادة تقييم متطلبات مركز البيانات
دبي، الإمارات العربية المتحدة – 17 أكتوبر 2023: يستعد قطاع مراكز البيانات العالمي لمرحلة كبيرة من النموّ يتوقع خلالها أن ترتفع إيرادته السنوية إلى مستوى مذهل يقارب 948 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. 1 وفي تقرير جديد لشركة "تيك مونيتور" صادر بالتعاون مع "خزنة داتا سنتر"، أكبر شبكة لمراكز البيانات واسعة النطاق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أظهر التقرير أهم العوامل المعزّزة لهذا النموّ، والتحدّيات التي تواجهها الشركات في عصر الرقمنة المتسارعة.
وكشف تقرير "التأثيرات المتنامية" Growing Footprints، الذي استطلع آراء مجموعة من القيادات العالمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات؛ أن 89% من صنّاع القرار يعتقدون بأن استراتيجياتهم الرقمية ستكون ذات أهمية كبيرة أو حاسمة في تحديد مدى نجاح أعمالهم على مدار الأعوام الثلاث أو الخمس القادمة. وارتفعت هذه التوقعات بشكل خاصّ لدى قيادات المؤسسات الكبيرة التي تتراوح أعداد موظفيها بين 501 و5000 موظف، والمؤسسات الكبيرة جدًا (أكثر من 5001 موظف)، حيث أكدت نسبة 94% من قيادات تكنولوجيا المعلومات في هذه المؤسسات أن استراتيجياتها الرقمية ستكون مهمة أو حاسمة لنجاحاتها المستقبلية. ولدعم هذا التحوّل الرقمي، يقوم العديد من القادة الآن بإعادة تقييم احتياجاتهم من مراكز البيانات الخاصة بهم.
وفي هذا السياق، قال حسن النقبي، الرئيس التنفيذي لشركة "خزنة داتا سنتر": "أظهرت الثورة الرقمية الجديدة أهمية الدور المحوري للاستراتيجيات الرقمية. ومع استمرار نموّ الطلب على البنية التحتية الرقمية القوية، تعتبر مراكز البيانات ركيزة أساسية لهذه المرحلة. وانطلاقًا من إدراكنا لأهمية الاستراتيجيات الرقمية في النجاح المستقبلي لعملائنا، نحرص في "خزنة داتا سنتر" بكلّ جهودنا على الالتزام بتوفير حلول مراكز البيانات الأساسية التي تحتاجها الشركات، ونحن على استعداد لتزويدها بقدرات اتصال موثوقة بدون انقطاع".
مقارنة بين القدرات السحابية والخاصة
أكدت نسبة تتجاوز 45% من المؤسسات الكبيرة والكبيرة جدًا طموحها نحو توسعة قدراتها الخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، لتحقيق قدر أكبر من المرونة، في حين تتطلع نسبة تقارب 36% من هذه المؤسسات إلى مستويات أعلى من الابتكار الرقمي، كما عبّرت نسبة 36% منها عن رغبتها بتحسين تجارب عملائها. وعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن كيفية استيعابهم لأعباء العمل الإضافي لتكنولوجيا المعلومات، أفادت نسبة تتجاوز النصف من قيادات تكنولوجيا المعلومات (53.7%) أنها تخطط لنقل أعباء العمل، كليًا أو جزئيًا، إلى خارج مقرّات العمل. وفي الواقع، تعتزم نسبة 70% من المؤسسات الكبيرة والكبيرة جدًا تخزين أحمال تكنولوجيا المعلومات الإضافية على الأنظمة السحابية، أو ضمن بيئة هجينة تجمع بين الأنظمة السحابية وأنظمة التخزين الأخرى. في حين أشارت النسبة المتبقية (46.3) إلى رغبتها بإبقاء أعباء العمل الإضافية داخل المؤسسات.
وعلى هذا الصعيد، تشكل مشكلات تعطّل الخدمة وانقطاع اتصال الخوادم، في كثير من الأحيان، تحدّيات كبيرة ومكلفة بالنسبة للمؤسسات التي تدير البيانات وتخزنها في مقرّاتها الخاصة. وأظهرت الدراسة أن نسبة 70% من حالات تعطّل مراكز البيانات تكلف 100 ألف دولار أو أكثر، في حين تصل تكلفة الانقطاع في نسبة 25% من الحالات إلى ما يقارب مليون دولار2. ونتيجة لذلك، يعتبر العديد من قادة التكنولوجيا (39.4%) أن المرونة هي إحدى العوامل الأساسية لتوسعة مراكز البيانات الخاصة بهم. وعند التفكير في مراكز البيانات الخارجية، أوضحت نسبة 22% من قيادات تكنولوجيا المعلومات أن الأمان المادي والافتراضي من أهم العوامل، وهو يعادل بأهميته حجم الكلفة والأداء التشغيلي.
وأفادت نسبة تقارب 65% من المشاركين في الاستطلاع من قادة المؤسسات الكبيرة والكبيرة جدًا أن المراقبة في الوقت الفعلي لعمليات مراكز البيانات الخاصة بهم تعد عاملاً مهمًا ضمن معايير اختيارهم. وتتيح المراقبة في الوقت الفعلي للمؤسسات تتبع صحة بياناتها وسلامتها، مما يساعد على تجنب فترات التوقف المكلفة أو الانقطاعات أو الأخطاء، فضلًا عن زيادة سرعة الاستجابة في حال ظهور تلك المشكلات.
ومن جهة أخرى، يعتبر الأمن السيبراني أيضًا مصدر قلق رئيسي، حيث بلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات في عام 2023 حوالي 4.45 مليون دولار3. وتحتاج قيادات قطاع التكنولوجيا إلى تدابير أمنية قوية، بما في ذلك جدران الحماية وأنظمة كشف التسلل والتشفير والأمن المادي للحماية من التهديدات.
وقال فؤاد إبراهيم، المدير الأول لتخطيط البنية التحتية في "خزنة داتا سنتر": "إن الوصول إلى مزوّدي خدمات اتصال متعدّدين يقلل من احتمالية التوقف والانقطاع، حيث يمكن لمزوّدي الخدمات الاعتماد على الاتصال عبر أكثر من مركز بيانات واحد داخل الشبكة، الأمر الذي يضمن حصول المستخدمين على خدمات موثوقة. ويمكن للشراكات التعاونية أيضًا توفير حماية متزايدة من الهجمات السيبرانية، حيث يمكن لمقدّمي الخدمات الوصول إلى مزيد من الخبرات في هذا المجال. ونحن في (خزنة) نتعاون بشكل فعال على مستوى القطاع، ونعمل بشكل وثيق مع مزوّدي وسائل التكنولوجيا الحديثة، والهيئات التنظيمية، والعملاء لمواجهة التحدّيات بشكل تعاوني مشترك، ولبناء مستقبل هذا القطاع".
ازدياد أهمية مركز البيانات الخضراء
تستهلك مراكز البيانات كميات كبيرة من الطاقة، وتشكل بصمتها الكربونية نسبة تقارب 3%من إجمالي الانبعاثات في العالم، ومن هنا، يمثل توافق الاستراتيجيات الرقمية لمراكز البيانات مع أهداف الاستدامة مصدر اهتمام متزايد لدى العديد من الشركات. وذكرت غالبية صنّاع القرار في المؤسسات الكبيرة والكبيرة جدًا (حوالي 95%) أن شهادات اعتماد الاستدامة كانت حاسمة ضمن معايير اختيار مزوّدي الخدمات الخاصة بهم. ويزداد الطلب من المؤسسات بهذا الحجم على متابعة انبعاثات النطاق 3 الخاصة بها (أي الانبعاثات الكربونية غير المباشرة من سلسلة التوريد الخاصة بها)، وبالتالي فهي تتعرض لضغوط تنظيمية متزايدة حول مستوى الانبعاثات الصادرة عن مراكز البيانات الخاصة.
ومع قيام الحكومات في جميع أنحاء العالم بإدخال مزيد من الأهداف والتشريعات الخاصة بصافي الصفر في الانبعاثات الكربونية، يتزايد الضغط على المؤسسات للحدّ من هذه الانبعاثات. ولمعالجة هذه المشكلة، تتبنى العديد من مراكز البيانات تكنولوجيا أكثر ملاءمة للبيئة، مثل مصادر الطاقة المتجددة وأنظمة التبريد المتقدمة وأنظمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاستفادة من التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين استهلاك الطاقة.
وفي هذا الإطار، يقول يوهان نيلرود، المدير الأول للاستراتيجية والتخطيط في "خزنة داتا سنتر": "تمثل كفاءة الطاقة معيارًا أساسيًا لدينا؛ حيث نبذل قصارى جهدنا لتحسين الكفاءة وأساليب التبريد في منشآت مراكز بياناتنا. وتفرض علينا استراتيجية "المستقبل أولاً" المعتمدة لدينا أن نستثمر في مصادر الطاقة المتجددة. لذا، نتطلع إلى الانتقال من بدائل الديزل إلى استخدام الوقود الحيوي حيثما أمكن ذلك، بهدف الحدّ من الانبعاثات. ومن الأهمية بمكان أن يوضح عملاؤنا ما نقوم به في هذا الإطار، والكيفية التي نعمل فيها على تتبع نتائج هذه المبادرات".