الشارقة، الإمارات العربية المتحدة (13 نوفمبر 2024): شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم إمارة الشارقة، رئيس هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال، اليوم في مقر "بيئة" الرئيسي بإمارة الشارقة مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال و"خزنة الشارقة"، المشروع المشترك بين "بيئة" و"خزنة داتا سنترز"، وذلك للبدء في تطوير مراكز بيانات من الفئة الثالثة على أن يكون أكبرها في مدينة كلباء ما يساهم بتسريع التنمية ويدعم التحول الرقمي ويجذب الاستثمارات التكنولوجية.
حضر حفل التوقيع كل من الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، وسعادة المهندس حمد جمعة الشامسي، رئيس دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، وسعادة المهندس يوسف خميس محمد العثمني، رئيس هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة، وسعادة سعيد سلطان السويدي رئيس هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.
وقع الاتفاقية كل من راشد آل علي، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة لتقنيات الاتصال، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة "بيئة"، وحسن النقبي، الرئيس التنفيذي في "خزنة داتا سنترز".
تهدف مذكرة التفاهم إلى النهوض بالبنية التحتية الرقمية في الشارقة ودعم التحول الرقمي وتطوير حلول الاتصالات الحديثة من خلال إنشاء مراكز بيانات في مواقع مختارة بالإمارة على أن تكون البداية من مدينة كلباء. إضافة إلى بحث آفاق استخدام مصادر طاقة متجددة ونظيفة لتغذية مراكز البيانات وبالتالي ترسية معايير جديدة لهذا القطاع بالمنطقة. وستقوم هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال بتوفير الإطار التنظيمي، وتقديم الأراضي، وتحديد إيجاراتها، إلى جانب توفير بنية تحتية للطاقة وتسهيل الربط بين مراكز البيانات. من جهة أخرى، سيتولى "خزنة الشارقة"، وهو مشروع مشترك بين خزنة داتا سنترز و"بيئة"، تطوير مراكز البيانات لتكون نموذجاً للبنية التحتية المستدامة والرقمية المتطورة، في ظل ما يمتلكانه من خبرات واسعة في مجاليْ الاستدامة والتحول الرقمي.
وفي تصريح لـ/ راشد آل علي، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة لتقنيات الاتصال قال فيه: " يمثل توقيع مذكرة التفاهم الموقعة بين هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال و"بيئة" والمشروع المشترك بين "خزنة داتا سنترز" يمثل نقلة نوعية لنا في الهيئة وحكومة الشارقة، كما أن إطلاق أكبر مركز بيانات في الإمارة من الفئة الثالثة بمنطقة الشارقة الحرة لتقنيات الاتصال (كومتيتك) في مدينة كلباء سيعزز البنية التحتية الرقمية وتقنيات الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي ويمهد الطريق لأن تكون المنطقة الحرة في كلباء بل ودولة الإمارات مركز عالمي للذكاء الاصطناعي. وليعكس توقيع هذه الاتفاقية مدى الجدية في بناء شراكات مثمرة بين الشركاء المحليين والعالميين، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والنمو المشترك في إمارة الشارقة ودولة الإمارات."
فيما أعرب خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة "بيئة"، عن تفاؤله بالمشروع وأضاف قائلاً: " سعداء بالتوقيع على هذه الشراكة الاستثنائية مع هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال و"خزنة داتا سنترز"، وذلك للشروع في تأسيس أكبر مركز بيانات في الشارقة من الفئة الثالثة. لطالما كانت "بيئة" و"خزنة داتا سنترز" رواداً في مجال تطوير مراكز البيانات المستدامة، واليوم ومع توقيع هذه الاتفاقية، نفتح آفاقاً جديدة لتوسيع نطاق شراكتنا وترسيخ مكانتنا الريادية في هذا المجال. كما سنعمل على استكشاف آفاق مد مركز البيانات الجديد من الطاقة عبر مصادر متجددة ونظيفة، وهي خطوة ستكون الأولى من نوعها بالمنطقة. ونحن واثقون بأننا سنعمل مع الشركاء على إنشاء بنية تحتية متطورة تستشرف المستقبل في إمارة الشارقة، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي تقنية التعاملات الرقمية (البلوكشين) مع التركيز المستمر على الاستدامة ما ينعكس إيجاباً على التحول الرقمي بإمارة الشارقة والمنطقة." وقال حسن النقبي، الرئيس التنفيذي في "خزنة داتا سنترز" – " تُعد مذكرة التفاهم التي تم توقيعها خطوة محورية في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تعزيز التحول الرقمي، حيث تمثل نقلة نوعية في هذا المجال. من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، سنعمل مع شركائنا على تطوير مراكز بيانات متقدمة تتمتع ببنية تحتية مستدامة، قادرة على مواكبة التغيرات المتلاحقة في قطاع التكنولوجيا، بما يعزز قدرة الدولة على تلبية احتياجات المستقبل الرقمي. إن هذه المبادرة لا تقتصر على رفع مستوى الابتكار التكنولوجي، بل تشمل أيضاً التركيز على استدامة الحلول الرقمية، مع تعزيز كفاءة استخدام الطاقة من مصادر متجددة. وبالتالي، نحن على يقين أن هذه الشراكة ستسهم في وضع معايير جديدة في المنطقة في مجال الابتكار المستدام. كما تتماشى هذه الخطوة مع رؤية حكومة الشارقة في بناء مستقبل تقني متطور، وتدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى أن تكون رائدة في مجال الحلول الرقمية المسؤولة بيئياً."
يُذكر أن دخول "بيئة" في مجال تطوير البنية التحتية لمركز البيانات يأتي في إطار تصدرها لقطاعيْ الاستدامة والتحول الرقمي، حيث سجلت "بيئة" مؤخرًا رقمًا قياسيًا جديدًا على مستوى المنطقة بوصول نسبة تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة إلى 90%، وذلك من خلال دمج نظام إدارة النفايات المتكامل والتكنولوجيا ضمن محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة.
لطالما استثمرت "بيئة" في تطوير حلول وتقنيات عصرية لتعزيز كفاءة العمليات والدفع بالاستدامة في مختلف القطاعات. ومنها على سبيل المثال منصة "ريلايف ماركت"، والتي طورتها "ريلايف" التابعة لـ "بيئة" وهي سوق إلكترونية افتراضية لتجارة وتداول المواد القابلة لإعادة التدوير وتهدف إلى إيصال البائع بالمشتري مباشرة دون وسطاء في أجواء من الشفافية والوضوح ما يساهم في تسريع وتيرة الاقتصاد الدائري وتمكين الاستدامة. وعلى نفس الوتيرة، أطلقت "إيفوتيك"، التابعة لـ "بيئة"، تقنية "سمارت تراك" وتُستخدم في دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل منصة "تطمين" التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع لتتبع وتعقب الأدوية ضمن سلاسل التوريد مما يعزز الشفافية والثقة بالأصناف الدوائية ويعالج التحديات ومنها الأدوية منتهية الصلاحية والمغشوشة. وفي إطار الدفع بتلك الشراكة الواعدة مع هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال لآفاق واعدة، سيسعى المشروع المشترك بين "بيئة" و"خزنة" إلى الاستفادة من خبرتهما المشتركة في ترسية معايير جديدة للاستدامة في مشاريع البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك استكشاف تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة، إضافة إلى تضمين أنظمة إعادة تدوير مياه الصرف لتقليل استهلاك المياه، وتكامل التقنيات لتقليل متطلبات الطاقة والصيانة مع زيادة وقت التشغيل. يُشار إلى أن البداية ستكون من خلال بناء أكبر مركز بيانات في إمارة الشارقة من الفئة الثالثة في مدينة كلباء، على أن تتوالى بعدها المشروعات وستعمل الشراكة على استكشاف مواقع استراتيجية داخل إمارة الشارقة لتطوير مراكز البيانات الخاصة بها، مع مراعاة عوامل مثل التوسع والعمليات المستدامة، والنمو المستقبلي لحلول الاتصالات وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوكشين.